📖 نص الحكاية
رائد الفضاء
نُعْمَانُ صَبِيٌّ فَطِنٌ يَهْتَمُّ بِالْمَوْسوعاتِ الْعِلْمِيَّةِ وَبِالْأَشْرِطَةِ الْوَثَائِقِيَّةِ الَّتِي تَعْرِضُ مَشَاهِدَ حَوْلَ الْفَضاءِ، لِذَا لَقَّبَهُ أَصْدِقَاؤُهُ "أَمْسترونك".
فِي يَوْمِ مِنَ الْأَيّامِ بَيْنَما كانَ يُشاهِدُ شريطاً وَثائِقِيّاً؛ لَفَتَ انْتِبَاهَهُ صُوَرٌ لِرَائِدِ فَضاءِ، فَأُعْجِبَ بِبِذُلَتِهِ وَبِكَيْفِيَّةِ تَحَرُّكَاتِهِ.حَدَّثَ نُعْمَانُ نَفْسَهُ قَائِلاً:
«ما أَسْعَدَكَ يا رائِدَ الْفَضاءِ تَجوبُ السَّماءَ وَتُراقِبُ الْقَمَرَ وَالنُّجُومَ وَالْمَجَرَاتِ لِتَكْشِفَ مَا خَفِيَ عَنَّا، وَتُقَدِّمَ لَنَا الْمَعْلوماتِ الَّتي تُفيدُنا أَرْجو أنْ أَكُونَ مِثْلَكَ فِي الْمُسْتَقْبَلِ».
أَغْمَضَ نُعْمَانُ عَيْنَيْهِ، وَتَخَيَّلَ نَفْسَهُ يَرْتَدي بِذْلَةً واقِيَة ويقودُ مَرْكَبَةً فَضَائِيَّةً. بَدَأْتِ الْمُحَرِّكاتُ تَدورُ، وَبَدَأَ صَوْتُها يَرْتَفِعُ، ثُمَّ انْطَلَقَ الْعَدُّ التَّنازُلِيُّ مِثْلَما يَرَى فِي أَفْلَامٍ الْخَيالِ الْعِلْمِيّ.
اِرْتَفَعَ نُعْمَانُ فِي الْفَضاءِ حَتَّى تَجاوَزَ السُّحُبَ وَصارَ يَتَطَلَّعُ إِلَى الْأَرْضِ وَهِيَ تَصْغُرُ شَيْئاً فَشَيْئاً حَتَّى اخْتَفَتْ عَن الْأَنْظار، وَلَمْ يَبْقَ يَرى حَوْلَهُ غَيْرَ الْكَواكِبِ اللَّامِعَةِ.
لَمَّا كَانَ نُعْمانُ يَتَأَمَّلُ مَنْظَرَ النُّجوم، انْطَلَقَتْ صَفَّارَةُ الإنذار وَاشْتَعَلَتْ أَضْوَاءٌ حَمْرَاءُ فِي لَوْحَةِ الْقِيادَةِ، وَتَوَفَّفَتِ الْمُحَرِّكاتُ عَنِ الدَّوَرانِ، فَأَضْطُرَّ إِلَى الْهُبوطِ عَلَى سَطْحِ كَوْكَبِ الْمِرْيخ. أَرْسَى سَفِينَتَهُ وَنَزَلَ يَتَفَقَّدُ مَكانَ الْعَطَبِ وَهُوَ يَنِطُ بِخِفَّةٍ كَبَالُونٍ، وَفِيمَا هُوَ مُتَحَيِّرٌ قَلِقٌ، رَأَى مِنْ بَعِيدٍ شَيْئاً لامعاً يَتَّجِهُ نَحْوَهُ بِسُرْعَةٍ، وَيَزْدادُ حَجْمُهُ كُلَّمَا ازْدَادَ اقْتِرَاباً مِنْهُ، فَعَرَفَ أَنَّهُ صَحْنِّ طَائِرٌ.
تَوَقَّفَ الصَّحْنُ وَانْفَتَحَتْ بَوَابَتُهُ، فَظَهَرَ مَخْلُوقٌ غَرِيبُ الشَّكْلِ أَخْضَرُ اللَّوْنِ وَقَصيرُ الْقامَةِ، اقْتَرَبَ مِنْ نُعْمانَ وَكَلَّمَهُ بِلُغَةٍ غَيْرِ مَأْلُوفَةٍ. مَا فَهِمَ الصَّبِيُّ شَيْئاً بَلْ أَشارَ إلى مَرْكَبَتِهِ بِمِبْراغِهِ. اِبْتَسَمَ الْمَخْلُوقُ الْفَضائِيُّ وَتَوَجَّهَ نَحْوَ السَّفِينَةِ، وَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى خَزَانِ الْوَقودِ فَإِذا بِالْمُحَرِّكاتِ تَدورُ مِنْ جَديدٍ، سُرَّ نُعْمانُ، وَلَمَّا تَعالَتْ ضَحَكَاتُهُ سَمِعَ صَوْتاً يُناديهِ فَأَفاقَ مِنْ غَفْوَتِهِ وَتَنَهَّدَ قَائِلاً:
«سَاَجِدُ وَأَتَفَوَّقُ في دراستي لِكَيْ أصيرَ رَائِدَ فَضاءٍ وَأُحَقِّقَ أَمَلِي».
🎧 استمع
🖥️ أستمع وأشاهد
💡 اختبار الفهم الأولي
- من هي الشخصية الرئيسية في الحكاية؟
- ماذا يريد نعمان أن يكون في المستقبل؟