حَدَّثَ نُعْمَانُ نَفْسَهُ قَائِلاً:
- «ما أَسْعَدَكَ يا رائِدَ الْفَضاء تَجوبُ السَّماءَ وَتُراقِبُ الْقَمَرَ وَالنُّجُومَ وَالْمَجَرَاتِ لِتَكْشِفَ مَا خَفِيَ عَنَّا، وَتُقَدِّمَ لَنَا الْمَعْلوماتِ الَّتي تُفيدُنا أَرْجو أنْ أَكُونَ مِثْلَكَ فِي الْمُسْتَقْبَلِ».
أَغْمَضَ نُعْمَانُ عَيْنَيْهِ، وَتَخَيَّلَ نَفْسَهُ يَرْتَدي بِذْلَةً واقِيَة ويقودُ مَرْكَبَةً فَضَائِيَّةً. بَدَأْتِ الْمُحَرِّكاتُ تَدورُ، وَبَدَأَ صَوْتُها يَرْتَفِعُ، ثُمَّ انْطَلَقَ الْعَدُّ التَّنازُلِيُّ مِثْلَما يَرَى فِي أَفْلَامٍ الْخَيالِ الْعِلْمِيّ.
اِرْتَفَعَ نُعْمَانُ فِي الْفَضاءِ حَتَّى تَجاوَزَ السُّحُبَ وَصارَ يَتَطَلَّعُ إِلَى الْأَرْضِ وَهِيَ تَصْغُرُ شَيْئاً فَشَيْئاً حَتَّى اخْتَفَتْ عَن الْأَنْظار، وَلَمْ يَبْقَ يَرى حَوْلَهُ غَيْرَ الْكَواكِبِ اللَّامِعَةِ.